وفاة أسطورة السينما مارلون براندو في الثمانين

لمع نجم براندو في أعمال كلاسيكية مثل "الأب الروحي

توفي أسطورة السينما مارلون براندو، الذي اشتهر بأدواره في أفلام مثل على رصيف الماء والأب الروحي، عن

عمر ناهز الثمانين في مستشفى بلوس أنجلوس، حسبما قال محاميه.
وكان براندو، الذي عانى من المرض منذ فترة، يعتبر من أشهر الممثلين الذين شهدتهم السينما العالمية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، وقد لعب دور النجم في أكثر من 40 فيلما بينها فيلم Apocalypse Now، وفاز بجائزة الأوسكار كأحسن ممثل مرتين.
وربما يكون أشهر أدواره هو تمثيله دور زعيم المافيا الشهير دون كورليوني في فيلم الأب الروحي الذي اعتبر من كلاسيكيات السينما الأمريكية.
ولم يصرح محامي براندو، ويدعى ديفيد جيه سيلي، بسبب الوفاة، وقال إن براندو "كان يحافظ على خصوصيته لأبعد حد".

لقد كان أسطورة سينمائية، وكثيرا ما وصف بأنه أعظم ممثلي عصره مراسل بي بي سي بلوس أنجلوس

وقال مايكل وينر، الذي أخرج فيلم براندو عام 1972 بعنوان The Nightcomers أو "زوار الليل"، "لا أشك لدي في أنه كان أكثر الوجوه المحببة على الشاشة، وكان جديرا بحب معجبيه، لقد تجاوز الشهرة كممثل".
وأضاف قائلا "لقد كان مارلون الأكثر إدهاشا والأكثر تحليا بالمبادئ، وكان عطوفا ومخلصا وقبل كل شيء ذكيا وممتعا وصديقا وفيا لم أجد مثله".
وقال الناقد السيينمائي جيسون سولومنز "لقد غير براندو فن التمثيل للأبد، في الأفلام وعلى الشاشة، إذ لم يضاهيه أحد فيما فعله ولم يحاول أحد أن يضاهيه".
وتابع "لقد كان يجرب أساليب جديدة في التمثيل بجرأة شديدة، وكان يبتدع تلك الأساليب دون أن يوجهه المخرج إلى ذلك".
وأضاف أن براندو كان من الذكاء بحيث ترقى في مشواره الفني بشكل واضح، وقال "لقد كان يعي تماما صورته وكيف يروج لنفسه".

عانيت التعاسة كثيرا في حياتي بسبب الشهرة والغنى مارلون براندو

وعلق بيتر باوز مراسل بي بي سي في لوس أنجلوس قائلا "لقد كان أسطورة سينمائية، وكثيرا ما وصف بأنه أعظم ممثلي عصره"، وتابع قائلا "كما كان يحرص أشد الحرص على الحفاظ على خصوصيته ويبتعد عن الأضواء في حياته الخاصة".
يذكر أن براندو رشح ثماني مرات للأوسكار خلال مشواره الفني، وكانت كافة الترشيحات لجائزة الأوسكار لأفضل ممثل بخلاف ظهوره عام 1990 في فيلم "موسم أبيض جاف"، والذي رشح فيه للأوسكار كأفضل ممثل مساعد.
براندو والأوسكار
وقد فاز بالأوسكار مرتين عن فيلمي على رصيف المياه On the Waterfront والأب الروحي The Godfather.

كان براندو يحظى بجاذبية طاغية في شبابه

وكانت الترشيحات الأخرى للأوسكار عن أفلام التانجو الأخير في باريس (1974) وسايونارا (1957) ويوليوس قيصر (1953) وفيفا زاباتا (1952) وفيلم "عربة اسمها اللذة" Steetcar Named Desire (1951).
ويوما قال براندو "ليس على الممثل لجمهوره إلا ألا يضجرهم".
وكانت حياة براندو الخاصة موثقة بشكل جيد، وقد شهدت مأساة، إذ حوكم ابنه كريستيان عام 1990 بناء على تهمة قتل خطيب اخته تشييان الذي كان يسيء إليها، وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بعد إدانته بالقتل الخطأ وأمضى من حكمه خمس سنوات.
وبعد ذلك انتحرت ابنته تشييان عام 1995. وقد كان لدى براندو ما لا يقل عن 11 من الأبناء من ثلاث زوجات سابقات ونساء أخرى عديدات.

براندو ملاك كرجل، ووحش كممثل المخرج برناردو برتولوتشي

وقد آثر العزلة في سنيه الأخيرة، و في مقابلة في التسعينات قال براندو، الذي كان يعاني من مشكلة تتعلق بالوزن الزائد، إنه آثر الانسحاب من الضغط الذي تفرضه متابعة الأضواء له في كل لحظة.
وقال "عانيت التعاسة كثيرا في حياتي بسبب الشهرة والغنى".
ويوما وصفه برناردو برتولوتشي مخرج فيلم "التانجو الأخير في باريس" قائلا "براندو ملاك كرجل، ووحش كممثل".